بسم الله الرحمن الرحيم،و الصلاةو السلام على سيدنا محمد
الصادق الأمين،و على صحبه أجمعين.

السيد: عامل صاحب الجلالة على إقليم سيدي بنور
السيد: الرئيس الأول لمحكمة الإستئناف بالجديدة
السيد: الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف بالجديدة
السيد: رئيس المحكمة الإبتدائية بالجديدة
السيد: وكيل الملك لدى المحكمة الإبتدائية بالجديدة
السيد: نقيب هيئة المحامين بالجديدة
السيد: نقيب هيئة المحامين بالدار البيضاء
السادة ممثلين السلطات الأمنية و الإدارية و المصالح الخارجية
السادة القضاة و نواب وكيل الملك
السيدة: الكاتبة الإقليمية للجامعة الوطنية للقطاع العدل
السيد: الكاتب المحلي للنقابة الديمقراطية للعدل
السيدة: رئيسة المكتب الجهوي و المحلي لودادية موظفي العدل
السيد: ممثل ودادية موظفي العدل
السيد: الكاتب المحلي للنقابة الديمقراطية للعدل
السادة أطر و موظفي المحكمة الإبتدائية بسيدي بنور
السيد: رئيس المكتب الجهوي للعدول
السيد: رئيس المكتب الجهوي للمفوضين القضائيين
السيد: رئيس المجلس البلدي
السادة البرلمانيين (نوابا و مستشارين)
السادة النقباء و المحامون
السادة العدول
السادة الموظفون القضائيون

حضرات السيدات و السادة أصحاب السعادة و المعالي و الفضيلة كل بإسمه و صفته:
يسعدني أن أعبر لكم اليوم عن مدى إعتزازيو تقديري بالثقة المولوية، اعتزازا لا يضاهيه إلا الإحساس بثقل المسؤولية و عظم الأمانة: أمانة تجسيد قضاء مستقل، نزيه، كفئ، قريب من انتظارات المتقاضين و تطلعاتهم، بهذه الدائرة الغراء، الشامخة، المتميزة بعلمائها و رجالاتها العظام، و أهلها، أهل النخوة و الكرامة، بقدر ما يسعدك العمل بين أهلها، بقدر ما تدرك أهمية و إلزامية التحلي بقيمهم الفطرية التلقائية قيم البساطة و التواضع، و قيم العطاء و الإخلاص و التفاني.

أمانة قضاء أراده صاحب الجلالة أن يكون ضامنا للحقوق و الحريات، و معتمدا على أدوات الحكامة الجيدة، و المعتمد على معايير الجودة، و النجاعة، لكي يصدر أحكاما عادلة، داخل آجال معقولة، قضاء يجسد بحق الحمولات الحقوقية و الأبعاد الإنسانية لمغرب جديد بضمانات دستورية كبرى، يكون قاطرة للتنمية بهذه المنطقة، و موطدا للثقة و محققا للأمن القانوني و القضائي المنشود.

و لعل مما يزيد من صعوبة المسؤوليةالملقات على عاتقي، أني سأخلف قاضيا فدا، و مسؤولا متميزا، و انسانا متفردا و هو الأستاذ الفاضل محمد أعراب الذي تعجز الكلمات عن إيفائه حقه، و وصف كل خصاله و شمائله التي يشهد بها كل من عمل بجواره طيلة مساره المهني الغني، و تجربته الكبيرة، فله منا عظيم الشكر و الثناء.

حضرات السيدات و السادة أصحاب المعالي و الفضيلة:
إن هذه المضامين لا يمكن لأي فرد مهما بلغت قدرته، أو حسنت نيته أن يجسدها لوحده، خاصة أن إنتاج العدالة هو عملية مركبة يساهم فيها جميع المتداخلين: من قضاة و كتابة ضبط و دفاع، و ضابطة قضائية، و خبراء، و عدول، و سلطات محلية، و مفوضين قضائيين…
لهذا فإن أبواب هذه المحكمة ستكون مفتوحة أمام الجميع، لأي عمل بناء،و لأي حوار جدي و موضوعي لتقبل الملاحظات، و الإستماع إلى الشكوى و تدليل العقبات بروح فريق عمل واحد، و رأيةمقاصدية لا تستهدف إلا إنصاف المظلومين، و إحقاق الحق و إيصاله لأهله.

فإني أدعو الجميع إلى تجسيد هذه المقاربة التواصلية،و التشاركية المنفتحة دون تردد، مع القطع مع كل المقاربات الأحادية و السلبية.
كما أكد على ذلك جلالته في خطابه السامي الذي وجهه إلى الأمة بمناسبة الذكرى56 لثورة الملك و الشعب بتاريخ: 20 غشت 2009 بتطوان «فمنذ تولينا أمانة قيادتك، وضعنا في صلب انشغالاتنا إصلاح القضاء، بمنظور جديد، يشكل قطيعة مع التراكمات السلبية، للمقاربات الأحادية و الجزئية.
و قد أخذنا بالمنهجية التشاورية و الإدماجية، التي سلكناها، بنجاعة، في القضايا الوطنية الكبرى، لبلورة إصلاح جوهري، لا يقتصر على قطاع القضاء، و إنما يمتد، بعمقه، و شموليته، لنظام العدالة.»

الحضور الكريم:
لا شك أن الأوراش التنموية الكبرى التي يقودها صاحب الجلالة نصره الله،بتبصر و حكمة، ترتكز في العديد من مضامينها على العنصر البشري، و على الضمير المسؤول، كما أكد على ذلك جلالته في خطابه السامي بمناسبة توشيحه لأعضاء الهيئة العليا لإصلاح منظومة العدالة.

لهذا فإننا مطالبون اليوم جميعا أن نكون في مستوى هاته الأوراش الكبرى،و أن نساهم كل من موقعه و مسؤوليته في ترسيخ أسس مجتمع الكرامة، و الحرية، و المساوات، و المواطنة و أسأل العلي القدير أن يوفقنا لنكون في مستوى هاته التطلعات مهتدين بقوله تعالى:«إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ» صدق الله العظيم
و مستندين على المنهاج النبوي القويم الذي جاء في سنته الشريفة:«من عامل الناس فلم يظلمهم، و حدثهم فلم يكذبهم، و وعدهم فلم يخلفهم، فهو من كملت مروءته، و ظهرت عدالته، و وجبت أخوته، و حرمت غيبته»

و في الأخير: أجدد امتناني و شكري لكل من ساهم في إعداد مراسيم هذه الجلسة، و أخص بالشكر و الثناء السادة المسؤولين القضائيين بمحكمة الإستئناف بالجديدة و السيد وكيل الملك بهذه المحكمة، و لكل من تكبد عناء و مشقة الحضور و المشاركة، متمنيا لهم كامل التوفيق في مهامهم، و الصحة و العافية في أبدانهم، و النجاح و السؤدد لأفراد عائلاتهم.

وفقنا الله جميعا لما فيه خير وطننا العزيز تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أدام الله عزه و نصره.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ذ. خــالــد خــلــقــي