بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على مولانا رسول الله و آله و صحبه أجمعين

لقد شرفني مولانا المنصور بالله بتجديد الثقة في شخصي كمسؤول قضائي و تعييني كوكيل للملك لدى المحكمة الإبتدائية بسيدي بنور، و إني أقف وقفة إجلال و إكبار للثقة المولوية الغالية، راجيا من الله عز و جل أن أوفق في مهمتي و أكون عند حسن ظن مولانا الإمام.

إن تعييني على رأس هذه المحكمة تزامن مع استمرار الأوراش الكبرى لإصلاح منظومة العدالة و التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين، بالدعوة إلى الإصلاح العميق و الشامل للقضاء، و على التذكير بجسامة مسؤولية القضاء.

فالقضاء و كما ورد في خطاب لجلالته بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للسنة التشريعية 2010 – 2011 مؤتمن على سمو دستور المملكة و سيادة قوانينها و حماية حقوق و التزامات المواطنة. و لقد كرس دستور 2011 الرغبة المولوية و ارتقى بالقضاء إلى سلطة مستقلة، كما أن دسترة استقلال السلطة القضائية و الحق في المحاكمة العادلة و ضمانات حقوق الدفاع و سمو الإتفاقيات الدولية جاءت لدعم و ترسيخ دولة الحق و المؤسسات و توطيد دعائم الأمن القضائي و الحكامة الجيدة.

إن عدالة القرن الواحد و العشرون تقتضي السعي نحو تكريس مفهوم جديد لها ألا و هو القضاء في خدمة المواطن، و ذلك بتأسيس عدالة متميزة ببساطة مساطرها و سرعتها و نزاهة أحكامها و حداثة هياكلها و كفاءة و تجرد قضاتها و التزامها بسيادة القانون.

و لا يساورني أذنى شك أن مكونات أسرة العدالة بالدائرة الإستئنافية للجديدة من قضاة و محامين و أطر و موظفي كتابة الضبط و عدول و موثقين و خبراء و مفوضين قضائيين ستنخرط بشكل فعال و مسؤول من أجل تحقيق المفهوم الجديد للعدالة كل من وضعه و مركزه و سأكون ممتنا جدا لكل مساهمة أو مشاركة أو مبادرة تقدم من طرف زميلاتي و زملائي الأفاضل أصحاب المهن القضائية ترمي إلى تحقيق المبتغى المذكور و الرفع من مستوى أداء محكمتنا.

و سأعمل جاهدا و بحول الله، بمعية و مشاركة و تنسيق تام مع السيد رئيس هذه المحكمة و الذي أتشرف باقتسام مسؤولية تسيير هذه المحكمة معه لما عرف عنه من كفاءة و تجرد و مسؤولية في أداء الواجب، قصد الإرتقاء بعمل هذه المحكمة و المساهمة في تطوير العمل بها عن طريق الرفع من جودة الخدمات المقدمة من طرفها و الإنفتاح على محيطها و ضمان الشروط الازمة لرضى المتقاضين على عملها.

و إن المسؤولية المذكورة تستوجب انخراط جميع القضاة (رئاسة و نيابة عامة) و مشاركة فعالة و التزام مهني من طرف أطر و موظفي كتابة الضبط.

إن العما الذي أنوي القيام به، سيشكل امتدادا للمجهودات الجبارة التي قام بها سلفي المشهود له بالخبرة و نكران الذات و دماثة الأخلاق.

و في الختام، أتمنى أن يوفقني الله في عملي و أن تكلل مجهوداتي بالتوفيق و النجاح، حتى أكون عند حسن ظن القاضي الأول جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، كما أسأل الله عز و جل أن يحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم و أن يقر عينه بسمو الأمير ولي العهد مولاي الحسن، و يحفظ سائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.

«إنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ»
صدق الله العظيم
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.

محمد الدرقاوي
وكيل الملك